اكتئاب الربيع هو اضطراب موسمي يصيب بعض الأشخاص مع بداية فصل الربيع رغم أجوائه الجميلة والمشرقة، يشعر المصابون بهذا النوع من الاكتئاب بالحزن والضيق دون سبب واضح، وقد تترافق الأعراض مع قلة النوم أو فقدان الشهية، ويعتقد أن التغيرات في الضوء ودرجة الحرارة تؤثر على التوازن الكيميائي في الدماغ، في هذا المقال نسلط الضوء على أسباب اكتئاب الربيع وطرق التعامل الفعالة معه.


متى يبدأ اكتئاب الربيع


يبدأ اكتئاب الربيع عادةً مع بداية فصل الربيع في شهر مارس أو أبريل، ويستمر لبضعة أسابيع أو أشهر بحسب الحالة، وعلى الرغم من أن الكثيرين يربطون الربيع بالتجدد والنشاط، إلا أن بعض الأشخاص يعانون خلال هذه الفترة من تغيرات مزاجية غير مبررة، مثل الشعور بالحزن أو القلق أو فقدان الرغبة في ممارسة الأنشطة اليومية، هذه الحالة تُعرف علميًا بالاكتئاب العاطفي الموسمي، ويرتبط ظهورها بتغير ساعات النهار وزيادة التعرض للضوء، مما يؤثر على بعض النواقل العصبية في الدماغ مثل السيروتونين والميلاتونين.

غالبًا ما يظهر اكتئاب الربيع عند الأشخاص الذين لديهم استعداد نفسي أو تاريخ سابق مع الاكتئاب أو القلق، ويكون أكثر شيوعًا بين النساء والشباب، يبدأ المصاب بالشعور بعدم التوازن العاطفي، وقد يلاحظ اضطرابًا في النوم أو تغيرًا في الشهية أو ضعفًا في التركيز، لهذا السبب من المهم مراقبة التغيرات المزاجية التي تظهر في بدايات الربيع، خاصةً إذا تكررت سنويًا، حتى يتم التدخل المبكر وتقديم الدعم النفسي المناسب لتخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة.


أسباب اكتئاب فصل الربيع


إليك أهم أسباب اكتئاب فصل الربيع التي قد تؤدي إلى شعور بالحزن أو القلق في هذا الوقت من السنة، رغم أن الربيع يعد موسمًا للتجدد والانفتاح:

التغيرات البيولوجية والهرمونية: مع قدوم الربيع، تتغير كمية الضوء الطبيعي التي يتعرض لها الجسم، مما يؤثر على الساعة البيولوجية، هذا قد يؤدي إلى اضطراب في إفراز هرمونات ما يسبب تقلبات نفسية ومزاجية مفاجئة.

القلق الاجتماعي والضغط الموسمي: يرتبط فصل الربيع بنهاية العام الدراسي أو بداية مشاريع جديدة، ما يضع بعض الأشخاص تحت ضغط اجتماعي أو مهني.

الذكريات والمقارنات الموسمية: يوقظ الربيع لدى البعض ذكريات مؤلمة أو مقارنات سلبية مع فصول سابقة، كفقدان أحد الأحباب أو خيبة أمل عاطفية ما يفاقم مشاعر الاكتئاب.

الحساسية الموسمية وتأثيرها على المزاج: يعاني الكثير من الناس في الربيع من أعراض الحساسية مثل سيلان الأنف والحكة والتعب، وهذه الأعراض الجسدية قد تؤثر سلبًا على الحالة النفسية وتقلل من النشاط والطاقة.

اختلال التوازن بين التوقعات والواقع: يتوقع البعض أن يجلب الربيع تحسنًا تلقائيًا في المزاج والحياة الاجتماعية، وعندما لا تتحقق هذه التوقعات، يشعرون بالإحباط أو الخيبة، مما يفاقم الحالة النفسية السلبية.


كيف أتجنب الإصابة باكتئاب الربيع


لتجنب الإصابة بـ اكتئاب الربيع، ينصح بالحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن يتضمن النوم المنتظم، والتعرض اليومي لأشعة الشمس الطبيعية، وممارسة النشاط البدني بانتظام مثل المشي أو التمارين الخفيفة في الهواء الطلق، كما أن الاهتمام بالتغذية الصحية وتناول أطعمة غنية بالأوميغا 3 والمغنيسيوم يساهم في تعزيز الحالة المزاجية.

من المفيد أيضًا تجنب الضغوط النفسية قدر الإمكان، وتنظيم الوقت بطريقة تقلل من التوتر، ولا يُستهان بدور الدعم الاجتماعي، فالتواصل مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يلعب دورًا فعالًا في تحسين المزاج ومقاومة الأعراض النفسية المرتبطة بتغير المواسم.


ختامًا، فإن اكتئاب الربيع حالة موسمية قد تمر دون أن يلاحظها البعض، لكنها تؤثر بشكل واضح على مزاج وحياة المصابين بها، من خلال الوعي بالأعراض واتباع أساليب الوقاية والعلاج المناسبة، يمكن الحد من تأثير هذا النوع من الاكتئاب والتمتع بفصل الربيع بكل ما يحمله من طاقة وتجدد.