تُعتبر ضربة الشمس من الحالات الصحية الخطيرة التي قد تُصيب الأطفال خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة، خاصة عند التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، ويُعد التعرف على أعراض ضربة الشمس عند الأطفال أمرًا بالغ الأهمية للتدخل السريع وحماية صحة الطفل من المضاعفات الخطيرة، في هذا المقال نتناول كل ما يتعلق بهذه الحالة من تعريفها إلى طرق الوقاية منها.


ما هي ضربة الشمس؟

ضربة الشمس هي حالة طبية طارئة تحدث نتيجة ارتفاع حرارة الجسم بشكل مفرط بسبب التعرض المباشر والمطول لأشعة الشمس أو البقاء في بيئة شديدة الحرارة والرطوبة، ويُصاب الطفل بضربة الشمس عندما يصبح الجسم غير قادر على تبريد نفسه من خلال التعرق، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل كبير قد يتجاوز 40 درجة مئوية، وتُعد هذه الحالة خطيرة جدًا لأنها قد تؤثر على الأعضاء الحيوية مثل الدماغ والقلب، ما لم يتم التعامل معها بسرعة.


أعراض ضربة الشمس عند الأطفال

تتنوع أعراض ضربة الشمس عند الأطفال، وقد تظهر بشكل مفاجئ أو تدريجي مع استمرار التعرض للحرارة العالية، ومن أبرز هذه الأعراض ما يلي:

ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل كبير وملحوظ.

احمرار الجلد وجفافه نتيجة فقدان القدرة على التعرق.

تسارع ضربات القلب وصعوبة في التنفس.

الشعور بالدوار أو فقدان التوازن.

صداع شديد وآلام في العضلات.

الغثيان أو القيء في بعض الحالات.

التهيج المفرط أو التغير المفاجئ في السلوك.

فقدان الوعي أو الإغماء عند الحالات الشديدة.


ماذا تفعل إذا اشتبهت في إصابة طفلك بضربة الشمس؟

عند الاشتباه في إصابة الطفل بضربة الشمس، يجب التصرف بسرعة لتفادي المضاعفات، أول خطوة هي نقل الطفل إلى مكان بارد ومظلل بعيدًا عن أشعة الشمس المباشرة، بعد ذلك، يجب العمل على خفض درجة حرارة جسم الطفل بطرق فعالة مثل:

إزالة الملابس الزائدة لتسهيل تبريد الجسم.

ترطيب الجلد بالماء البارد أو وضع كمادات مبللة على الرأس والرقبة.

تشغيل المروحة أو مكيف الهواء إذا كان ذلك ممكنًا.

تقديم الماء أو السوائل للطفل إذا كان في وعيه وقادرًا على الشرب.


كيفية الوقاية من مخاطر ضربة الشمس

للوقاية من أعراض ضربة الشمس عند الأطفال، يُفضل اتباع مجموعة من التدابير الوقائية عند التعرض للطقس الحار، أهم هذه التدابير:

تجنب تعريض الأطفال لأشعة الشمس المباشرة في أوقات الذروة، خصوصًا بين الساعة 11 صباحًا و4 عصرًا.

ارتداء الملابس القطنية الواسعة التي تساعد على تهوية الجسم.

التأكد من شرب الطفل كميات كافية من الماء والسوائل على مدار اليوم.

استخدام القبعات أو المظلات عند الخروج في الشمس.

الحرص على وجود الطفل في أماكن مظللة وباردة قدر الإمكان.


كم تستمر أعراض ضربة الشمس

تختلف مدة استمرار أعراض ضربة الشمس من طفل إلى آخر بناءً على شدة الحالة وسرعة تلقي العلاج، في الحالات البسيطة، قد تختفي الأعراض خلال ساعات قليلة بعد التبريد والرعاية الطبية المناسبة، أما في الحالات الشديدة، فقد تستمر الأعراض لفترة أطول، وقد يحتاج الطفل للبقاء في المستشفى لمراقبة وظائف الجسم الحيوية والتأكد من عدم حدوث مضاعفات خطيرة مثل تلف الأعضاء أو الصدمة الحرارية.



ختامًا، تعد ضربة الشمس عند الأطفال من الحالات التي لا يجب التهاون بها، نظرًا لخطورتها وما قد تسببه من مضاعفات تهدد صحة الطفل وحياته، إن الوعي بأعراض ضربة الشمس عند الأطفال، والتصرف السريع عند ملاحظتها، واتباع أساليب الوقاية الفعالة، هي أمور أساسية لحماية الطفل في الأجواء الحارة، ومن المهم دائمًا الحرص على مراقبة الأطفال عند اللعب أو الخروج في الشمس، لضمان سلامتهم وتفادي أي مخاطر محتملة.